بدأت الحكومة الألمانية اتخاذ خطوات عاجلة لبناء ملاجئ محصنة تحت الأرض، تحسبًا لاحتمال اندلاع حرب كبرى مع روسيا في السنوات المقبلة، وسط تحذيرات أمنية متصاعدة من خطر اندلاع صراع واسع النطاق داخل القارة الأوروبية.
وأكد رالف تيسلر، رئيس المكتب الاتحادي للحماية المدنية والمساعدة في حالات الكوارث، أن ألمانيا بحاجة إلى "إدراك حقيقة الصراع"، محذرًا من أن البلاد "ليست مستعدة بالشكل الكافي لمواجهة تهديدات كبرى".
وأضاف تيسلر في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه" أن بلاده كانت لوقت طويل تنظر إلى الحرب كاحتمال بعيد لا يستدعي الاستعداد، "لكن هذا الواقع تغيّر"، على حد قوله.
ملاجئ سريعة وبديلة للهياكل الجديدة
ودعا المسؤول الألماني إلى إطلاق "جهد وطني واسع النطاق" لتحديد المرافق والبنى التحتية تحت الأرض مثل الأنفاق ومحطات المترو ومواقف السيارات والأقبية، وتحويلها سريعًا إلى ملاجئ وقائية، قائلًا: "نحن بحاجة لتوفير مساحة فورية لمليون شخص على الأقل". وأشار إلى أن مكتبه سيطرح خطة شاملة لهذا التحول في وقت لاحق من الصيف الحالي.
وحذّر تيسلر من الاعتماد فقط على بناء ملاجئ جديدة، نظرًا للوقت الطويل الذي يستغرقه التخطيط والإنشاء، فضلًا عن التكاليف الباهظة، مشيرًا إلى ضرورة "فحص الهياكل القائمة بسرعة أكبر".
الجيش الألماني مطالب بالاستعداد الكامل قبل 2028
وفي سياق متصل، كشفت أنيت لينيجك إمدن، رئيسة المكتب الاتحادي للمشتريات العسكرية، أن الجيش الألماني أمامه مهلة لا تتجاوز ثلاث سنوات ليكون مستعدًا بالكامل لصد أي هجوم روسي محتمل، مؤكدة أنه يجب حيازة جميع المعدات العسكرية الأساسية قبل عام 2028 "لإتاحة الوقت الكافي لتدريب الجنود على استخدامها".
وتتوافق هذه المهلة مع تحذير سابق صادر عن المفتش العام للجيش الألماني، كارستن بروير، الذي أكد أن روسيا قد تصبح قادرة على شن هجوم واسع على دول حلف شمال الأطلسي بحلول عام 2029.
إعادة تسليح شاملة للجيش الألماني
وفي ظل هذا التصعيد، جعل المستشار الألماني فريدريش ميرتس، زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، من عملية إعادة تسليح الجيش أولوية قصوى لتحويله إلى "أقوى جيش تقليدي في أوروبا"، في إطار تحالفه الحاكم مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
وكانت الحكومة السابقة بقيادة أولاف شولتس قد بدأت خطوات أولية لإعادة التسلح عقب اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، إلا أن المستجدات الجيوسياسية المتلاحقة دفعت برلين لتسريع وتيرة الإنفاق الدفاعي وتعزيز قدرات الردع.
يأتي هذا في وقت تتزايد فيه الشكوك داخل أوروبا بشأن استمرار الولايات المتحدة في لعب دور الحامي العسكري الرئيسي داخل حلف الناتو، خاصة مع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لوّح أكثر من مرة بإعادة النظر في الالتزامات الدفاعية الأمريكية تجاه حلفائه.
0 تعليق