في لحظة واحدة، تبدلت الزغاريد إلى صرخات، وتحول فستان الزفاف إلى كفن أبيض، واختفى حلم العمر تحت عجلات تريلا تسير عكس الاتجاه.
رويدا، فتاة في ربيع عمرها من قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، كانت تعد الأيام بفارغ الصبر لليلة العمر، فرحها كان بعد أسبوعين فقط، وكانت تستيقظ فجرًا كل يوم لتذهب إلى العمل وتكمل جهاز العرس.
لكن صباح اليوم لم يكن كأي صباح، استقلت الميكروباص كعادتها مع زميلاتها، تضحك وتخطط وتتحمس، قبل أن تصطدم أحلامها فجأة بشاحنة ضخمة دخلت الطريق عكس الاتجاه، لتسلب منها ومن 17 فتاة أخرى حياتهن في مشهد أبكى القلوب.
في اللحظات الأخيرة ودع الأهالي رويدا عروس المنوفية بزفة حزينة، تحملها أكتاف الأهالي لا إلى منصة الفرح، بل إلى المقابر للوداع الأخير.
شيع الآلاف من أهالي محافظة المنوفية، جثامين 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، لقين مصرعهن في حادث مروع على الطريق الإقليمي بمركز أشمون، حيث وقع تصادم بين ميكروباص كان يقلهن وتريلا تسير عكس الاتجاه.
وسط بكاء ونحيب وصراخ الأمهات والأهالي، خرجت الجنازات الجماعية من مسجد القرية، في مشهد مهيب خيم عليه الحزن، حيث لم تتمالك الكثير من الأمهات أنفسهن من شدة الفاجعة.
حملت النعوش البيضاء على الأكتاف، واحدا تلو الآخر، لتوارى أجساد الضحايا الثرى في مقابر القرية، وسط حالة من الصدمة والانهيار بين الأهالي، الذين وصفوا الحادث بأنه "نكبة لم تمر بها القرية في تاريخها".
القصة الكاملة نرصدها في السطور التالية، على طريق لا يرحم، تحولت رحلة عمل بريئة إلى مأتم جماعي، وامتلأت أرض الطريق الإقليمي بأشلاء فتيات خرجن بحثًا عن لقمة العيش؛ فعدن جثثًا هامدة داخل نعوش صامتة.
19 روحًا أزهقت أرواحهم في ثوانٍ، بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، اصطدمت أحلامهن بقلب سيارة تريلا تسير في الاتجاه المعاكس، لتكتب نهاية مأساوية لا تنسى.
تفاصيل حادث الإقليمي اليوم
شهدت محافظة المنوفية، وتحديدًا على الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون، حادثًا مأساويًا تحولت فيه رحلة صباحية عادية لمجموعة من الفتيات الباحثات عن لقمة العيش إلى مجـ زرة مأساوية راح ضحيتها 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، إثر تصادم مروع بين ميكروباص وتريلا.
لحظات الرعب فى حادث المنوفية
بدأت الكارثة عندما سلك سائق التريلا طريقًا في الاتجاه المعاكس، في مخالفة لقواعد المرور، قبل أن تختل عجلة القيادة في يده، ليدخل في تصادم وجها لوجه مع ميكروباص كان يقل الضحايا، ومعظمهم من فتيات القرية المتوجهات إلى أعمالهن في الصباح الباكر.

مأساة قرية كفر السنابسة
قرية كفر السنابسة تحولت في دقائق إلى بيت عزاء مفتوح، فقدت 18 من بناتها دفعة واحدة، في حادث وصفه الأهالي بأنه “نكبة لم تمر بها القرية من قبل”، فالرحلة اليومية إلى العمل انتهت بكفن ودفن جماعي، والدموع تملأ العيون، والحسرة تخنق الحناجر.
تحرك أمني سريع
عقب الحادث، ألقت قوات أمن المنوفية القبض على سائق التريلا المتسبب في الكارثة، وبدأت التحقيقات معه بتهمة القيادة المتهورة، والتسبب في وفاة 18 فتاة وسائق الميكروباص.
وزيرة التضامن الاجتماعي تتدخل
تابعت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، تداعيات الحادث منذ اللحظة الأولى، ووجهت بسرعة تقديم التدخلات الإغاثية، وتوفير المساعدات العاجلة من خلال فرق الهلال الأحمر.

صرف التعويضات
وجهت وزيرة التضامن بسرعة صرف التعويضات لأسر الضحايا والمصابين، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية ومديرية التضامن بالمنوفية.
كما أصدرت محافظة المنوفية بيانًا عن الحادث، قالت فيه: "نتقدم بخالص العزاء والمواساة في ضحايا حادث الطريق الإقليمي من أبناء كفر السنابسة، شهداء لقمة العيش، ونسأل الله أن يتغمدهم برحمته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان."
ومن جهته، أكد اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، على المتابعة المستمرة، وتكليف القيادات التنفيذية والصحية بتقديم الدعم الكامل للأسر المفجوعة.
0 تعليق