في واحدة من أبشع الحوادث التي شهدها الطريق الإقليمي كان حادث المنوفية، أودى تصادم مروع بحياة 19 فتاة من أبناء قرية كفر السنابسة، أثناء ذهابهن إلى عملهن في أحد المصانع بحثًا عن لقمة عيش شريفة، بينما أصيب 3 آخرون في الحادث ذاته، ما أشعل مشاعر الحزن والغضب في قلوب الأهالي والمجتمع المصري بأسره.
اعترافات صادمة من سائق التريلا المتسبب في الكارثة
أدلى سائق السيارة النقل "التريلا" المتسبب في حادث المنوفية باعترافاته أمام النيابة العامة، مؤكدًا أن عجلة القيادة اختلت في يده بشكل مفاجئ، قائلاً: "الدريكسون ساب في إيدي وببص لقيتهم في وشي".
وكشفت التحقيقات الأولية أن السائق كان يقود بسرعة زائدة، مما تسبب في اقتحامه الحاجز الخرساني للطريق واصطدامه وجهاً لوجه بالميكروباص الذي كان يقل الضحايا، وأمرت النيابة بإجراء تحليل مخدرات للسائق للتأكد من مدى تعاطيه مواد مخدرة.

مشهد مأساوي في موقع الحادث
بقايا حادث المنوفية لا تزال شاهدة على حجم الكارثة، فبين الحطام ودماء الضحايا التي لم تجف بعد، وجد شهود العيان أحذية صغيرة ممزقة وحقائب مدرسية متناثرة، وعلب طعام لم يكتمل تناولها، وكأن الزمن توقف للحظة مع الاصطدام القاتل، الحزن خيّم على كل شبر في موقع الحادث، فيما لا تزال صرخات الأمهات ودموع الآباء تتردد في الأجواء.
أحلام وأرواح غادرت مبكرًا
لم يكن الحادث مجرد أرقام في دفاتر المرور، بل فاجعة إنسانية سرقت أحلام فتيات صغيرات، بينهن من كانت تطمح لأن تصبح طبيبة تعالج الفقراء، وأخرى أرادت أن تكون معلمة تنير دروب العلم لأبناء قريتها.
من بين ضحايا حادث المنوفية برزت أسماء طالبات متفوقات في الشهادة الإعدادية، مثل إسراء الحفناوي التي حصلت على 269 درجة، وجنى يحيى فوزي بمجموع 250 درجة، وتقى محمد السيد بـ221 درجة، وضحى همام الحفناوي بـ202 درجة، لكن القدر لم يمهلهن لاستكمال أحلامهن.

إجراءات عاجلة من الدولة لمواجهة المأساة
في استجابة سريعة للحادث الأليم، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة بصرف تعويضات استثنائية، بواقع 100 ألف جنيه لكل أسرة فقدت أحد أبنائها، و25 ألف جنيه لكل مصاب، إضافة إلى التعويضات المقررة من وزارتي العمل والتضامن. كما شدد الرئيس على سرعة صيانة الطرق وخاصة الطريق الدائري الإقليمي، ووضع الإرشادات اللازمة لضمان سلامة المارة، وإزالة كافة المعوقات التي قد تؤدي إلى حوادث مشابهة.
غضب في الشارع ومطالب بالعدالة
خيمت حالة من الغضب في الشارع عمومًا، مع تزايد الأصوات المطالبة بتوقيع أقصى العقوبات على السائق المتهم وكل من يثبت تورطه بالإهمال في صيانة وتأمين الطرق، وأكد الأهالي أن هذه المأساة ما كان لها أن تحدث لو توفرت الإنارة الكافية والإرشادات الواضحة على الطريق.
شهادات مؤلمة من ذوي الضحايا
روى أقارب الفتيات مشاهد تدمى القلوب، حيث قال أحد أقارب إسراء: "كانت تصحى الفجر وتصلي، وتنزل شغلها عشان تساعدنا... كانت بتحلم تبقى دكتورة".

أما عائلة جنى، فأكدت أنها كانت تتمنى أن تصبح معلمة لتخدم قريتها، كانت الفتيات رغم صغر سنهن يتحملن مسؤولية كبيرة لمساندة أسرهن في مواجهة صعوبات الحياة.
الطريق إلى الحلم انتهى عند الإقليمي
كانت الفتيات يستقللن الميكروباص في رحلة يومية شاقة لكسب رزقهن، لكنهن لم يكنّ يعرفن أن ذلك اليوم سيكون الأخير، ومع تكرار هذه المآسي، تتجدد المطالب بضرورة التحرك العاجل لوضع حد لحوادث الطرق التي تحصد أرواح الأبرياء.
قرار عاجل من الرئيس السيسي
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة بزيادة التعويضات بمبلغ 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة، وبمبلغ 25 ألف جنيه لكل حالة إصابة فوق المبالغ التي قررتها كل من وزارتي العمل والتضامن بشأن حادث طريق أشمون.
كما وجه الحكومة بمتابعة صيانة وإصلاح الطرق بكل دقة، وخاصة الطريق الدائري الإقليمى وسرعة الانتهاء منها والتأكد من وجود الإرشادات في مناطق الإصلاح وتعديل مسار الطريق بصورة واضحة، والعمل على إزالة العوائق التي تنجم عنها الحوادث على هذه الطرق بشكل فورى بالإضافة إلى مراقبة السرعة عليها.









0 تعليق