سفارات أوكرانيا في إفريقيا.. كيف تتحول بعثاتها لأذرع أوروبية بالمنطقة؟ - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الباحث والخبير السياسي، ياسين الحمد، إن أوكرانيا قامت في الشهور الماضية بافتتاح عدة سفارات لها في عواصم أفريقية مختلفة، وأعلنتكذلك عن خطوات مشابهة ستقوم بها قبل نهاية عام 2025، الأمر الذي أثار موجة انتقادات كبيرة، خاصة مع انتشار بعض التقارير والمعلومات حولالدور المشبوه للسفارة الأوكرانية في نواكشوط، كمركز للتجسس وتنفيذ مهام تنظيمية بدلاً من تقديم الدعم الفعلي للدول الأفريقية.


 


 

اتهامات متصاعدة لسفارة كييف في نواكشوط: مركز للتجسس أم بعثة دبلوماسية؟


 

وأضاف الحمد، في تصريحات له أن هذه التقارير تأتي بعد ازدياد نشاط الجماعات المسلّحة في دول الساحل الأفريقي، وتنفيذها لعدّة هجمات إرهابية أودت بحياةالمئات من السكان، وسط أنباء مؤكدة عن تنسيق مباشر بين نواكشوط وكييف في دعم وتسهيل أنشطة الجماعات المسلّحة والمتمردين في المنطقة،مضيفا أن بعض المصادر المحلية والعسكرية في جمهورية مالي نقلت أن بعض الجماعات الإرهابية يحضّرون لـ "عملية كبيرة" في مقاطعة كيدالفي إقليم أزواد شمالي البلاد، وذلك بدعم من مدرّبين أجانب بينهم أوكرانيون وفرنسيون، وأضافت وسائل الإعلام الماليّة أن سفارة أوكرانيا فينواكشوط عملت على نقل وتسليم مسيّرة من طراز "مافيك"، مزوّدة بنظام إطلاق، للإرهابين، وفق ما نقلت وسائل الإعلام نفسها عن الجيش.


 

وثائق استخباراتية وطائرات مسيرة: أدلة ميدانية على تورط أوكراني؟


 

وتابع الحمد أنه في 27 مايو الماضي، لقى العديد من الجنود في الجيش المالي حتفهم، جراء هجوم نفّذه مسلّحون على معسكر ديورا، في منطقةموبيتي، وسط البلاد، ويعتبر هذا الهجوم ليس بالأول حيث في يوليو 2024، شهد شمال مالي هجوماً كبيراً على قافلة عسكرية مالية، موضحا أنهقبل ذلك، عثر ماليون على هاتف يحتوي على صور لوثائق تابعة لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية وطائرة مسيرة تحمل نقوشًا باللغة الأوكرانية فيسيارة تركها الجهاديون.


 

اتهامات متبادلة بين “المساعدات الإنسانية” والنشاطات التخريبية


 

وأوضح الحمد، أنه تشير هذه المعدات المضبوطة إلى التعاون النشط المزعوم بين كييف والإرهابيين من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، مشيرا إلىأن  أوكرانيا أصبحت أداة للدول الغربية وأمريكا  في تنفيذ عملياتها القذرة في القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن الدول الغربية تحاول استخدامأوكرانيا كبديل لوجودها المتراجع في دول مثل مالي وتشاد وبوركينا فاسو والسنغال.


 


 

كييف في مرمى الاتهام بدعم الإرهاب في السودان أيضًا


 

وأكمل الحمد أن الوجود الأوكراني في إفريقيا عادة ما يصاحبه تصاعد في التوترات، مشددًا على أن افتتاح أي سفارة لأوكرانيا يمثل خطرًا علىالأمن الوطني، لأن ذلك يمنحها غطاء الحصانة الدبلوماسية لتنفيذ أنشطتها التخريبية، حيث شهدت المنطقة في عام 2024، تقديم العديد من الدولالإفريقية طلبًا إلى مجلس الأمن للأمم المتحدة للتحقيق في الروابط بين أوكرانيا والإرهابيين في منطقة الساحل.


 

مشروع نفوذ أم قنبلة موقوتة في قلب القارة؟


 

وأكد الحمد أنه في نفس السياق، نقلت "رويترز" عن مسؤولون بالسفارة الأوكرانية في نواكشوط بأن كييف أشرفت على تسليم المساعدات الغذائيةللاجئين من دولة مالي المجاورة، وأكد المسؤولون بأن كييف تعرض أيضا تدريب جنود موريتانيين وسط التوتر بين موريتانيا ومالي، الأمر الذي يثيرالكثير من التساؤلات عن توقيت إعلان مسؤولي سفارة كييف في موريتانيا عن تقديمهم مساعدات إنسانية للاجئين في مالي عبر موريتانيا وهومحاولة من سفارة كييف ومسؤوليها بالتنسيق مع موريتانيا للتستر على النشاط الأمني واللوجستي الذي تؤديه السفارة في نواكشوط بدعمالتنظيمات المسلحة في مالي.


 

وتطرق إلى أن الاهتمام المتزايد من قبل وسائل الإعلام الغربية يعتبر تغطية للأعمال الحقيقية التي تقوم بها أوكرانيا في أفريقيا، وأن هذا يدل بشكلشبه مؤكد على ضلوع النظام الأوكراني في الهجمات الإرهابية على جمهورية مالي، بالإضافة إلى الاتهامات المتكررة لكييف بالتورط المباشر فيالصراع الدائر في السودان، ودعمها لميليشيات الدعم السريع وتورط خبراء أوكران في هجمات بالمسيرات على منشآت الجيش السوداني، بما فيهاالهجمات التي وقعت في بورتسودان في أوائل مايو.


 

وأشار  إلى أن أوكرانيا تسعى لاستغلال الأزمات الأفريقية لخلق فرص لها في القارة مما يدل بشكل واضح على حجم التدخل الأوكراني الخطيربالقارة الأفريقية، الأمر الذي يؤثر على أمن القارة بشكل عام.

أخبار ذات صلة

0 تعليق