أعلن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تعليقًا على نتائج استطلاع أجراه معهد "إلكانو" الملكي الإسباني، أن 82% من الإسبان يعتبرون ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة جريمة إبادة جماعية، وهي زيادة واضحة مقارنة بنسبة العام الماضي التي بلغت 71%.

وأشار المرصد إلى أن هذا الرأي لم يقتصر على تيار سياسي بعينه، بل امتد ليشمل معظم الأطياف السياسية في إسبانيا، حيث وافق عليه 62% من اليمين، و85% من الوسط، و97% من اليسار.

في المقابل، شهدت نسبة من يرون أن إسرائيل "تدافع عن نفسها" تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت من 38% إلى 23%.

كما كشف الاستطلاع عن دعم شعبي واسع للاعتراف بدولة فلسطين، إذ أيّد 80% من الإسبان الاعتراف الأوروبي الفوري بها، بينما أيد 70% فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على إسرائيل.

ورغم هذه المؤشرات، أوضحت الباحثة كارمن جونثاليث إنريكيث خلال عرض نتائج الاستطلاع في مدريد، أن المشاعر العدائية تجاه اليهود لم تزداد، مؤكدة أن الإسبان يفرّقون بوعي بين اليهود حول العالم وسياسات الحكومة الإسرائيلية.

من جانب آخر، لفت مرصد الأزهر إلى أن مهرجان "سان فيرمين" في مدينة بامبلونا الإسبانية، والذي يجذب نحو 200 ألف زائر يوميًا، شهد بداية استثنائية هذا العام تمثّلت في تضامن ملحوظ مع القضية الفلسطينية، حيث رُفعت شعارات منددة بـ"الإبادة الجماعية" ومطالِبة بـ"تحرير فلسطين".

وأكد المرصد أن هذا الموقف الجماهيري في مناسبة احتفالية كبرى يُعبّر عن التزام أخلاقي متصاعد في المجتمع الإسباني تجاه العدالة الإنسانية، ويعكس رفضًا متزايدًا لمحاولات تبرير الجرائم تحت مسمى "الحياد".

واعتبر المرصد أن هذا التحول الشعبي بمثابة صفعة على وجه من يروجون لفكرة "الحياد الزائف"، ومؤشر على نضج في الوعي الأوروبي يعيد الاعتبار لقيم حقوق الإنسان والعدالة.