في مشهد يجسد أقسى صور العدوان، استهلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أول أيام عيد الأضحى بهدم عشرات المباني السكنية في مخيم طولكرم، ضمن تصعيد ميداني غير مسبوق، يدخل يومه الـ131 على المدينة ويومه الـ118 على مخيم نور شمس، في سياق عملية عسكرية واسعة حولت المخيمين إلى مناطق منكوبة.

وبحسب مصادر ميدانية لوكالة "وفا"، شرعت جرافات الاحتلال منذ صباح الجمعة بهدم عشرات المنازل في مخيم طولكرم، ضمن خطة تستهدف 106 مبانٍ في كلا المخيمين، منها 58 مبنى في طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية. ويجري الهدم وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال في الحارات والأزقة، وفرض حصار مشدد يمنع الأهالي من الوصول إلى ممتلكاتهم.

في نور شمس، تواصل قوات الاحتلال عملية هدم منظمة طالت حتى الآن أكثر من 20 مبنى، تحت ذرائع تغيير المعالم الجغرافية وفتح طرق عسكرية، بينما تسمع أصوات انفجارات ويشاهد تصاعد كثيف للدخان، في ظل غياب أي إمكانية لوصول الطواقم الميدانية بسبب الحصار الكامل المفروض على المخيم.

الممارسات القمعية لم تقتصر على الهدم، بل شملت التنكيل بالأهالي، إطلاق النار المباشر، تحويل منازل إلى ثكنات عسكرية، ونصب الحواجز المفاجئة، ما أدى إلى استشهاد 13 مواطنًا بينهم طفل وامرأتان، وتهجير أكثر من 25 ألف نسمة من سكان المخيمين، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية.

العدوان الإسرائيلي المتواصل على طولكرم ومحيطها بات يُنظر إليه كمحاولة ممنهجة لتهجير السكان وإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي والجغرافي للمخيمات، فيما يعيش الأهالي أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة وسط صمت دولي مريب.