11 يونيو 2025, 8:43 مساءً
قالت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" الأمريكي إن تغريدة الندم التي نشرها الملياردير إيلون ماسك بشأن "تجاوزه" في انتقاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لم تكن مجرد بادرة شخصية، بل جاءت عقب مكالمة هاتفية خاصة جرت يوم الجمعة الماضي، جمعته مع سوزي وايلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس.
ووفقًا لثلاثة مصادر تحدثت لـ"أكسيوس"، جاءت المكالمة لتهدئة التوتر المتصاعد بين الرجلين بعد أسبوع حافل بالتصريحات النارية، خصوصًا مع اعتراض ماسك العلني على خطة ترامب الاقتصادية الضخمة المعروفة باسم "الفاتورة الجميلة"، والتي وصفها ماسك بأنها قد ترفع العجز الفيدرالي بمليارات الدولارات.
ورغم هذا الخلاف، يدرك كلا الطرفين حجم المصالح المتبادلة؛ إذ يُعد ماسك أحد أبرز ممولي الجمهوريين في انتخابات 2024، بينما يخشى هو من خسارة عقود ضخمة لشركته "سبيس إكس" في حال استمر التوتر مع ترامب، الذي لوّح بإنهاء تلك العقود ردًا على تغريدات ماسك الحادة.
وأفادت المصادر أن المكالمة بدأت بين وايلز وماسك، قبل أن ينضم إليهما فانس، أحد أقرب حلفاء ماسك داخل الحزب الجمهوري، والذي دعم ترشيحه كنائب محتمل لترامب في الانتخابات القادمة. ولم يفصح ماسك عن التغريدات التي ندم عليها تحديدًا، لكن بعضها تضمّن دعوات صريحة لعزل ترامب، وتلميحات بشأن ارتباطه بقوائم جيفري إبستين، الأمر الذي اعتُبر تجاوزًا شخصيًا أثار غضب الرئيس السابق.
مصادر مقربة من ترامب أكدت أن الغضب لم يكن وحده المسيطر، بل شعور بالخيانة، مشيرين إلى أن اعتذارًا علنيًا من ماسك كان كافيًا لتهدئة الأجواء، وإنْ كانت العلاقة لن تعود إلى سابق عهدها.
وسرعان ما ظهرت بوادر التهدئة؛ حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب "يقدّر" اعتذار ماسك، وأوضحت المتحدثة باسم الإدارة، كارولين ليفيت، أن العقود الحكومية مع شركات ماسك لم تُراجع، في إشارة إلى أن العلاقة المؤسسية ما زالت قائمة دون تغييرات.
من جهته، قال ترامب خلال ظهوره في أولى حلقات بودكاست Pod Force One مع الكاتبة ميرندا ديفاين: "ليست لدي مشاعر سيئة. تفاجأت مما حدث، وأعتقد أنه يشعر بالأسف حيال ما قاله"، مضيفًا: "أعتقد أنه كان تصرفًا لطيفًا جدًا"، لكنه لم يُخفِ شعوره بالخيبة، خاصة بعد انتقادات ماسك لمشروع "الصفقة الأمريكية الكبرى"، الذي وصفه بـ"المشين والمليء بالإهدار".
وفي رده عن إمكانية ترميم العلاقة بينه وبين ماسك، قال ترامب: "ربما.. لكن الأولوية الآن هي إعادة البلاد إلى أعلى مستوى لها، وهذا هو هدفي الوحيد". وعند سؤاله عن تصرفات ماسك، قال: "لا أعلم ما مشكلته.. ولم أفكر فيه كثيرًا مؤخرًا".
أما عن سوزي وايلز، التي وصفتها الصحافة الأمريكية بـ"عذراء الجليد"، فهي شخصية سياسية مخضرمة تبلغ من العمر 67 عامًا، بدأت مسيرتها المهنية في مكتب عضو الكونغرس النيويوركي جاك كيمب في سبعينيات القرن الماضي، ثم عملت في حملة الرئيس الأسبق رونالد ريغان، وداخل البيت الأبيض كمنسقة للبرامج.
ويصفها ترامب بأنها كانت جزءًا أساسيًا من نجاح حملتيه في عامي 2016 و2020، ويقول عنها: "سوزي قوية، ذكية، مبتكرة، وتحظى بإعجاب واحترام الجميع"، مشيرًا في خطاب فوزه من بالم بيتش إلى أنها لا تحب الأضواء، وأضاف ممازحًا: "نُطلق عليها عذراء الجليد".
0 تعليق