وقد جاءت راحة الحاج وتنقله بسهولة بين المشاعر المقدسة في الوقت والزمن المحدد لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام، كواحدة من أهم مؤشرات النجاح، بفضل التخطيط المسبق، والتكامل الأمني والتشغيلي، الذي سخّر كل الإمكانات البشرية والتقنية لخدمة الحجيج.

أوضح ذلك مدير أسطول إحدى شركات النقل عادل البلادي لـ"الوطن" بأن الخدمات التي قدّمتها الدولة لضيوف الرحمن تمت بالطريقة المثلى، إضافة إلى التعامل مع الموارد والتجهيزات باحترافية عالية، مما ساهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية والارتقاء بمستوى الخدمة ،مع القضاء على ظاهره الافتراش وهي أكبر معضله للنقل من خلال منع دخول المخالفين لأنظمة الحج المشاعر المقدسة .

وأضاف بأن الهوية الوطنية السعودية برزت من خلال كفاءات شابة تمثّل الشعب السعودي ، جسدت قيم الإسلام في حُسن التعامل والرحمة والاحترام، مما عكس صورة مشرّفة عن أبناء الوطن الذين تصدّروا المشهد في الميدان، يبتسمون ويُرشدون ويساندون بكل حب وإخلاص ، وساهمت هذه الكوادر في توجيه الحجاج بدقة، وتسهيل تنقلهم بين المشاعر، إلى جانب الاستجابة الفورية لأي طارئ، مستفيدين من خبراتهم الميدانية ومهاراتهم المتطورة التي اكتسبوها عبر برامج تأهيلية وورش عمل وتجارب افتراضية نفذتها الجهات المختصة قبل موسم الحج ، مشيرا إلى أنه تم توظيف التقنية الحديثة في مركز معلومات النقل التابع للنقابة العامة للسيارات لتسجيل وتحليل البيانات التشغيلية، بما ساعد في اتخاذ قرارات دقيقة لحظيًا وضمان انسيابية الحركة دون عوائق.

وأكد البلادي أن هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة رؤية واضحة، وتنسيق عالي المستوى، واستثمار واعٍ في الكفاءات الوطنية، إلى جانب دعم لا محدود من القيادة الرشيدة التي جعلت من خدمة الحجيج شرفًا ومسؤولية، وأولوية لا تقبل التهاون.

وبذلك، يُسجّل موسم حج 1446هـ كأحد أنجح المواسم في التاريخ الحديث، حيث تضافرت الجهود، وتكامل الأداء، وارتفعت راية الوطن شامخة في ميدان خدمة ضيوف الرحمن .