"إرادة الرياض": التوتر اضطراب طبيعي قد يتحول إلى خطر إذا استمر دون تدخل - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

14 يونيو 2025, 10:23 صباحاً

أوضح مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض، عضو تجمع الرياض الصحي الثالث، أن التوتر أو القلق يُعدّ جزءًا طبيعيًا من الحياة، إذ يمثل استجابة الجسم للضغوط والتحديات اليومية، وقد يكون مفيدًا في بعض الحالات من خلال المساعدة على التركيز، والإنجاز، واتخاذ القرارات بسرعة، إلا أنه يتحول إلى اضطراب ضار إذا استمر لفترات طويلة دون إدارة صحيحة، ما ينعكس سلبًا على حياة الفرد.

وذكر استشاري الطب النفسي والمساعد للخدمات الطبية بالمجمع، الدكتور عبد الإله بن خضر العصيمي، أن ردود الفعل الجسدية أثناء التوتر تعود إلى تنشيط "الجهاز العصبي الذاتي السمبثاوي" وهرمونات التوتر، التي تنظم وظائف الأعضاء والغدد بشكل ذاتي وتتأثر بالعوامل البيئية والحسية.

وأشار إلى أن التوتر والقلق يظهران بعدة صور، أبرزها الرهاب المحدّد، وهو الخوف المفرط من أشياء لا تشكّل خطرًا حقيقيًا أو يكون خطرها ضئيلًا، كالحشرات، والدم، والإبر، والرعد، والقطط، والطائرات، والمرتفعات، والأماكن الضيقة، والمصاعد. وقد يصاحب هذه الحالة نوبات هلع متكررة تبلغ ذروتها غالبًا خلال عشر دقائق وترافقها أعراض جسدية. كما يشعر المريض بالخوف من النوبة القادمة أو الإصابة بمرض خطير أو فقدان السيطرة.

وأوضح أن القلق الاجتماعي هو أحد أنماط الاضطراب، ويظهر على شكل خوف من الإحراج أو الانتقاص خلال التفاعل الاجتماعي، خاصة أثناء التحدث أمام الجمهور، ما يؤدي إلى الانسحاب من المواقف أو ظهور أعراض جسدية كالرعشة، والتعرق، والخفقان، وصعوبة الكلام. وقد ينجم القلق أيضًا عن الإفراط في تناول الكافيين، أو اضطرابات النوم، أو تناول أدوية معينة، ونادرًا ما يكون بسبب مرض عضوي أو منشطات.

وبيّن أن اضطراب قلق الانفصال قد يظهر لدى الأطفال بعد سنّ الثانية، ويشمل خوفًا مفرطًا من الانفصال عن الوالدين أو المقربين. كما أن القلق العام قد يكون يوميًا، ويتسم بتفكير وهمّ مفرطين بالأحداث اليومية والخوف من الأسوأ، ويصاحبه تململ وتعب وسرعة غضب وضعف تركيز واضطرابات النوم وأعراض جسدية.

وأشار العصيمي إلى أنواع أخرى من اضطرابات التوتر، مثل رهاب الساح (الخوف من التواجد في أماكن يصعب الهروب منها أو تلقي المساعدة فيها)، والذي غالبًا ما يؤدي إلى تجنّب تلك الأماكن. كما يشمل اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن الكوارث أو الحوادث أو العنف، وترافقه أعراض مثل اليقظة المفرطة، والكوابيس، والذكريات المفاجئة، والسلوك التجنبي، والاكتئاب.

وأضاف أن العوامل المسببة للتوتر تشمل ضغوط الحياة وتغيراتها، مثل العلاقات، والعمل، والدراسة، والزواج، والطلاق، إلى جانب أنماط التفكير السلبية، وطبيعة الشخصية، والبيئة المحيطة، والتاريخ العائلي.

ولفت إلى أن القلق المستمر يعيق حياة الشخص مهنيًا وأكاديميًا واجتماعيًا، وقد يُصاحَب بأعراض عضوية مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الهضم، وضعف المناعة، والتوتر العصبي، والعجز الجنسي.

وأوضح أن التعامل مع التوتر يتطلب تقليل الكافيين، وتنظيم النوم، وتبني نظام غذائي صحي، والانخراط في أنشطة وهوايات ممتعة، وتنظيم الوقت، وممارسة التأمل والتنفس العميق، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.

واختتم الدكتور العصيمي بالتأكيد على أن العلاج النفسي والدوائي بإشراف مختصين في الطب النفسي وعلم النفس الإكلينيكي، والمتابعة في خطة علاجية واضحة، تساهم في السيطرة الفعّالة على اضطرابات التوتر والقلق.

أخبار ذات صلة

0 تعليق