مواقع البيع
أكد البائع في سوق الأغنام بجدة محمد عاطف، أنه لطالما ارتبطت الأضحية في المخيلة الشعبية بالرجال، خصوصًا فيما يتعلق بشرائها وذبحها. لكن الواقع اليوم يشهد تحوّلًا تدريجيًا، فالكثير من النساء أصبحن أكثر وعيًا بالجوانب الشرعية والاقتصادية المرتبطة بالأضحية، وهو ما مكنهن من لعب دور مباشر في اختيارها، حتى أن بعض مقدمي الخدمة أشاروا إلى أن نسبة كبيرة من الطلبات أصبحت تأتي من نساء، سواء من خلال التطبيقات أو بالحضور المباشر لمواقع البيع. وتطالب بعض النساء حاليًا بتوفير أقسام نسائية خاصة في المسالخ لتيسير حضورهن لعملية الذبح أو الإشراف عليها.
زيادة الوعي
ترى فاطمة الغامدي، أن هذا التحول يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها زيادة الوعي لدى النساء، ورغبتهن في أداء الشعائر بأنفسهن، إلى جانب توافر الخدمات الرقمية التي سهّلت عليهن المشاركة دون الحاجة إلى وسيط. كما أن كثيرًا من النساء أصبحن يفضلن الاعتماد على أنفسهن، خاصة الأرامل والمطلقات ومن يعشن بمفردهن، وأدى هذا التوجه إلى ازدياد ملحوظ في عدد الحجوزات التي تتم من قبل النساء.
وأشارت هيفاء الحربي إلى أنها في كل عام تتوجه بنفسها لسوق الأغنام واختيار الأضحية وحجزها، موضحة أن هذا المشهد يعكس تطورًا اجتماعيًا يعزز من تمكين المرأة في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك أداء الشعائر الدينية.
قاعدة متزايدة
أوضح المستشار الاجتماعي سعيد كامل، أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في ازدياد الوعي الديني والاقتصادي لدى المرأة في تمكينها من اتخاذ قرارات مدروسة عند اختيار الأضحية من خلال متابعة الفتاوى، ومقاطع الفيديو التعليمية، وصفحات الأسواق المحلية، وباتت المرأة قادرة على تقييم الأضاحي من حيث العمر، الصحة، والسعر، معتبرا أن مشاركة النساء في اختيار الأضحية يعكس وعيًا متناميًا بدورهن داخل الأسرة. ولم يعد دور المرأة مقتصرًا على التحضير للعيد وتجهيز الطعام، بل أصبحت شريكة في تفاصيل تتطلب معرفة وفهمًا في كثير من البيوت، وبات قرار الأضحية يؤخذ بشكل جماعي، حيث يجلس أفراد الأسرة نساءً ورجالًا لمناقشة الميزانية، ونوع الأضحية، ومكان شرائها، وهو ما يعزز قيم الشورى والتعاون داخل الأسرة، بينما تلعب النساء دورًا مهمًا في المبادرات الخيرية المتعلقة بالأضاحي، سواء من خلال التبرع أو تنظيم حملات لشراء الأضاحي وتوزيعها على الأسر المحتاجة، مما يجعل دورهن يتجاوز الإطار الأسري إلى الحضور المجتمعي الأوسع.
وأكد أنه في ظل هذه التحولات، يبدو أن دور المرأة في اختيار الأضحية لن يكون استثناءً بل قاعدة متزايدة في المستقبل. ومع استمرار التوعية وتكافؤ الأدوار داخل الأسرة، يصبح عيد الأضحى فرصة لإعادة تعريف المشاركة العائلية وتعزيز المساواة في اتخاذ القرارات.
0 تعليق