تصمم عروض ألعاب الفيديو بهدف إثارة الحماس حول المنتج لكنها غالبًا ما تُعرض قبل سنة أو سنتين من جاهزية اللعبة للعب بالفعل ورغم أنه من الرائع مشاهدة العنوان الكبير التالي من المطور المفضل لديك إلا أنه يجب دائمًا أن تأخذ العروض الترويجية بحذر لأن ما تراه ليس دائمًا ما ستحصل عليه.

سواء عن قصد أو لا فإن بعض العروض تتضمن محتوى أو شخصيات أو آليات لعب لا تكون موجودة في المنتج النهائي أحيانًا يضطر المطورون إلى إزالة عناصر معينة لتفادي تأجيل المشروع وأحيانًا أخرى يتم تغيير المحتوى عمدًا بهدف التأثير على توقعات الجمهور إليك مجموعة من الألعاب التي اتضح أنها كانت مختلفة تمامًا عن عروضها الترويجية.

Brutal Legend

من النظرة الأولى بدت Brutal Legend كلعبة مغامرات وحركة مذهلة تضم طاقمًا من النجوم مثل Jack Black وOzzy Osbourne وLemmy من Motorhead كل شيء من الموسيقى التصويرية إلى الأجواء كان يبدو وكأنه مُصمم خصيصًا لعشاق موسيقى الميتال والروك الشباب لكن أسلوب اللعب الفعلي كان مخيبًا للآمال تمامًا كما لو كنت تشاهد فرقتك المفضلة وهي تتخلى عن مبادئها.

تركزت معظم حملة Brutal Legend التسويقية حول Jack Black والموسيقيين الموجودين داخل اللعبة لذلك كان من المفاجئ بالتأكيد أن يكتشف اللاعبون عند تشغيلها أن أسلوب اللعب يعتمد في معظمه على الاستراتيجية في الوقت الحقيقي هذا الجانب فاجأ الكثيرين وأثر سلبًا على سمعة اللعبة في البداية رغم أنها لا تزال تحتفظ بقاعدة من المعجبين يعتبرونها من الكلاسيكيات التي لم تُقدّر حق قدرها.

We Happy Few

على غرار Brutal Legend تم الترويج لـ We Happy Few على أنها شيء معين لكنها انتهت إلى أن تكون شيئًا مختلفًا تمامًا عند إصدارها قُدمت اللعبة كلعبة مغامرات وحركة من منظور الشخص الأول بأسلوب يشبه Bioshock وبدت Compulsion Games وكأنها تملأ فراغًا من خلال مغامرة ملونة وعنيفة في عالم ديستوبي لكن المنتج النهائي لم يقترب حتى من الوفاء بتلك الوعود.

ورغم أن We Happy Few تحتوي على قصة وشخصيات رئيسية إلا أنها في جوهرها لعبة بقاء وتسلل مع عناصر من أسلوب اللعب المعروف بالـ roguelike من البيئات المُولدة عشوائيًا إلى كثرة الأخطاء التقنية عند الإطلاق تم تجاهل We Happy Few بسرعة من قبل اللاعبين الذين انتظروها بشغف بعد عرض الإعلان الأولي.

Cyberpunk 2077

أصدرت CD Projekt Red العرض الترويجي الأول لـ Cyberpunk 2077 في عام 2012 أي قبل أكثر من ثماني سنوات من صدور اللعبة الفعلي الطريق الطويل نحو إطلاق هذا العنوان الطموح كان مليئًا بالوعود حول رسومات عالية الجودة وعالم غامر مليء بإمكانات لا حصر لها لكن كل تلك الوعود تحطمت فور أن حصل اللاعبون على نسختهم.

وصف Cyberpunk 2077 عند الإطلاق بأنه كارثة مليئة بالأخطاء سيكون تقليلًا من الواقع كانت جودة اللعبة سيئة إلى درجة أن شركة PlayStation اتخذت قرارًا غير مسبوق بإزالتها من متاجرها سواء الرقمية أو الفيزيائية حتى تفي CD Projekt Red بوعودها للمستهلكين وقد تمكن المطورون في نهاية المطاف من إصلاح Cyberpunk 2077 وتحسينها بشكل كبير لكن اللعبة ستظل دائمًا مرتبطة بالإعلانات المضللة التي سبقتها.

No Man’s Sky

حظيت No Man’s Sky بالكثير من الاهتمام أثناء تطويرها وذلك بفضل طموحها الكبير وصغر حجم الفريق الذي عمل عليها من مقابلات في برامج الحوارات الليلية إلى عروض E3 المبهرة بدا وكأن هذه اللعبة تملك القدرة على تغيير اتجاه الذوق العام في صناعة الألعاب ولكن عند صدورها تلاشت هذه الأوهام بسرعة حيث أن العديد من الميزات التي تم تسويقها لم تكن موجودة فعلًا.

من غياب نمط اللعب الجماعي إلى قلة التنوع بين الكواكب كانت No Man’s Sky أكثر من مجرد خيبة أمل عند إطلاقها بل شعر الكثيرون وكأنها كانت كذبة مثل هذا الأمر كان من الممكن أن يدمر فرصة أي لعبة في الحصول على مغفرة لاحقة لكن لحسن الحظ استمر المطورون في العمل عليها حتى أوفوا بكل الوعود التي قطعوها بل وقدموا ما هو أكثر.