ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء الثامن - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نستكمل مقالتنا :

Test Drive (1987)

من الصعب ألا تُعجب بلعبة قيادة تُنفّذ حرفيًا ما يوحي به اسمها.
Test Drive كانت بالفعل “تجربة قيادة” خالصة: تختار واحدة من مجموعة سيارات رياضية أيقونية من حقبة الثمانينيات تقف في ساحة معرض، وتنطلق بها إلى الطريق المفتوح لتُقيّم أداءها بهدوء وحذر، إلى أن ينزلق قدمك “عن طريق الخطأ” وتضغط على دواسة الوقود بالكامل.

ias

ربما يتحمل وكيل السيارات اللوم في ذلك، بما أن المعرض نفسه كان يقع على طريق جبلي متعرج يشجّعك على قيادة جنونية، تتجاوز فيها المنعطفات القريبة من حافة الهاوية، وتتجنب الحفر والمركبات الأخرى وأنت تنسج طريقك كمن يخوض سباقًا لا اختبارًا.
ورغم أن الطريق كان واحدًا فقط، فقد تخللته محطات وقود يمكنك التوقف عندها والتأمل في سيارتك بافتخار.

لم تكن Test Drive أول لعبة محاكاة قيادة على الإطلاق، لكنها قدّمت مستوى من الواقعية لم يكن مألوفًا في ذلك الزمن.
فقد شغلت نصف الشاشة قمرة القيادة المرسومة بتفاصيل دقيقة، مع ناقل حركة يدوي يظهر على شكل حرف H ويتحرك صعودًا وهبوطًا كما في الواقع.
أما أكثر التفاصيل واقعية، فكان أنك لا تستطيع قيادة سيارة Lamborghini Countach بأقصى سرعة لأكثر من دقيقة ونصف قبل أن تضطر للتوقف للتزود بالوقود.

من المؤكد أن Test Drive اختزلت حلم الثمانينيات البرجوازي في هيئة لعبة قيادة.
حتى مشهد البداية تضمّن رجل أعمال متغطرس يرتدي نظارات شمسية يطلّ من نافذة 911 Turbo بابتسامة واثقة قبل أن ينطلق، ولكن بانطلاقة أضعف قليلًا مما يوحي بها المشهد.

Daytona USA (1993)

برأينا، تُعد Daytona USA أعظم لعبة سباقات أركيد على الإطلاق.
وبقولنا “برأينا” نقصد بالضبط ذلك الكمّ الهائل من العملات المعدنية التي أُنفقت داخل كابينة اللعبة الضخمة في صالات الألعاب الساحلية خلال طفولة الكثيرين.
في فترة من الزمن، كانت كل مدينة ساحلية، من Bognor إلى Blackpool، تمتلك نظامًا كاملًا للعب الجماعي في Daytona USA، يتيح لك ولسبعة من أصدقائك الانطلاق معًا في سباق صاخب تجرّد فيه سيارات بعضكم من الطلاء حرفيًا.

بينما تقف ملتصقًا بشاشة مقاس 25 بوصة، تتحول المضامير المنحنية والمتداخلة إلى رحلة أفعوانية ملونة، ويكاد المقود المزود بتقنية الاستجابة اللمسية يقتلع ذراعيك النحيفتين من مكانهما.
لكن العبقرية الحقيقية في نظام اللعب الجماعي كانت في ميزة خفية:
اللعبة تُبطئ المتصدرين قليلًا وتمنح دفعة سرعة للمتأخرين، مما يضمن سباقًا محتدمًا حتى النهاية، حتى لأولئك الذين لا يملكون أي مهارة تُذكر.

وإذا أردت التفاخر فعلًا، كان عليك استثمار الوقت والمصروف لإتقان ناقل الحركة اليدوي من أربع سرعات ونظام الانجراف الفريد.
التحول إلى السرعة الأولى أو الثانية عند الدخول في المنعطف يُرسل السيارة في انزلاق درامي، ثم العودة إلى السرعة الثالثة أو الرابعة يُخرجك منها بسرعة مذهلة.
ولأجل التوضيح، لا تحاول تقليد هذه التقنية في سيارتك Ford Fiesta ما لم تكن مستعدًا لرؤية حلقات المكبس وهي تُحلّق في السماء.

رغم صدور نسخة ضعيفة من اللعبة على جهاز Sega Saturn الذي أصبح منسيًا تقريبًا، إلا أننا اضطررنا للانتظار حتى عام 2011 لنحصل على نسخة منزلية (كونسول) حقيقية على Xbox وPS3 تحفظ هيبة الإصدار الأصلي كما يجب.
والأروع أنها جاءت مع إمكانية اللعب الجماعي عبر الإنترنت، لتُصفّي فيها حسابات قديمة عمرها سنوات.

الشيء الوحيد الذي غاب عن هذه النسخة؟
رائحة السمك والبطاطا التي كانت تملأ صالات الألعاب قرب الشاطئ.

Big Run (1989)

لم تحمل لعبة سباقات عنوانًا بهذه البساطة مقابل هذا الكم من التفاصيل مثل Big Run.
الاسم يبدو وكأنك تحاول شرح مفهوم الرالي لمسافات طويلة بلغة الإشارة لغوريلا ذكية في الأسر، لكنه في الواقع يخفي وراءه واحدة من أكثر ألعاب محاكاة سباقات رالي باريس-داكار دقة في عام 1989.

لا تدع العنوان الأحادي يضللك، فاللعبة كانت محاكاة مذهلة للمنافسة الشهيرة، وتركّزت حول نسخة غير مرخصة من Porsche 959.. السيارة التي فازت بالفعل بالسباق الحقيقي عام 1986.
تتبع اللعبة مسار الحدث الواقعي الذي أُقيم في نفس العام، بدءًا من تونس، مرورًا بليبيا والنيجر ومالي وغينيا، وصولًا إلى السنغال.

ورغم أن المشاهد مبنية بالكامل باستخدام رسومات مسطحة من نوع 16-bit، إلا أن كل دولة تمر بها تحمل طابعًا بصريًا خاصًا: الخلفيات، نوعية الطرق، وحتى النباتات المحيطة تتغير تدريجيًا، ما يمنح الرحلة تنوعًا ملموسًا.
ومن الناحية الميكانيكية، تنوّعت التحديات بين طرق بديلة، ومنحدرات صخرية حادة، ومقاطع كثبان رملية شاسعة، كأن تجنب جيش من سيارات Mitsubishi Pajero لم يكن كافيًا بحد ذاته.

وكما هو الحال في ألعاب الأركيد بتلك الحقبة، كانت اللعبة قاسية مثل تمثال من الغرانيت، بحدود زمنية صارمة لكل مرحلة.
لكن إذا كنت ماهرًا بما فيه الكفاية، يمكنك الوصول إلى خط النهاية في داكار خلال عشر دقائق تقريبًا.. أي نفس المدة التي تحتاجها لزيارة سريعة إلى المتجر، لكنها هنا تتحول إلى تجربة مركّزة تحاكي سباق رالي حقيقي مكثف.

أما المكافأة بعد كل مرحلة؟
تستقبلك عائلة من النعام بابتسامة، ويبدو أنهم سبقوك إلى كل نقطة طول الطريق.
كنا نعلم أنهم يركضون بسرعة.. لكن إلى هذه الدرجة؟

e0a51b591a.jpg

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق