ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء التاسع - لايف نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نستكمل مقالتنا 

NASCAR Racing (1994)

شهد منتصف التسعينيات ظهور رؤيتين مختلفتين تمامًا لألعاب NASCAR.
من جهة، كانت هناك NASCAR Racing التي سعت لمحاكاة الديناميكيات المعقدة لسباقات الحلبات البيضاوية، وتقديم تجربة دقيقة لمسارات بطولة الكأس الحقيقية.
ومن جهة أخرى، كانت هناك Daytona USA التي سمحت لك بالانزلاق بجانب مكوك فضائي.

ias

لن نخوض في جدال حول أي التجربتين كانت الأفضل، لكن ما لا خلاف عليه هو أن نهج NASCAR Racing القائم على المحاكاة كان مؤثرًا للغاية.
فمع الرسوم ثلاثية الأبعاد، ونظام التحكم الذي يمنحك شعورًا جيدًا حتى وأنت تتحكم بالأسهم على لوحة المفاتيح، كانت اللعبة مسلية حتى وإن كنت بريطانيًا، وتبدو لك فكرة مشاهدة 40 سيارة تدور يسارًا لثلاث ساعات كأنك تشاهد بطولة العالم في جفاف الطلاء.

سواء كنت تتسابق في الحلبات العملاقة مثل Daytona وTalladega، أو الحلبات الصغيرة مثل Bristol وMartinsville، كانت هناك إثارة خاصة في محاولة التقدم بين السيارات، ولا توجد لحظة أكثر رعبًا في اللعبة من التواجد وسط مجموعة من ثلاث سيارات تدخل المنعطف جنبًا إلى جنب.

وقد كانت شركة التطوير Papyrus Designs سبّاقة أيضًا في عالم السباقات عبر الإنترنت، من خلال خدمة داخلية باسم Hawaii سمحت للاعبين بالاتصال عبر المودم وخوض سباقات جماعية، وإن كانت تكلفة فواتير الهاتف الناتجة كفيلة بجعل المساهمين في شركات الاتصالات يشترون يخوتًا إضافية.
هذا التقدم في اللعب الجماعي لم يُفد مجتمع المحاكاة فقط، بل أيضًا المؤسس المشارك Dave Kaemmer، الذي أطلق لاحقًا منصة iRacing عام 2008.

كانت سلسلة NASCAR Racing محبوبة بشدة بين محبي المحاكاة، لدرجة أن هناك نسخًا مختومة من إصدار NASCAR Racing 2003 Season بيعت لسنوات بمئات الدولارات للنسخة الواحدة.
وكخطة تقاعد، ربما كانت تلك النسخ استثمارًا أكثر فطنة بقليل من جمع دمى Beanie Babies. بقليل فقط…

Night Driver (1976)

متى تتحوّل الألعاب الكلاسيكية إلى آثار رقمية؟
تُعد Night Driver واحدة من أقدم ألعاب القيادة على الإطلاق، وقد استُخدم في صناعتها نفس التقنية البدائية التي شغّلت لعبة Pong الشهيرة.
ولا تدع الجزء السفلي من الشاشة -الذي يبدو وكأنه يعرض مقدمة السيارة والتابلوه بتفاصيل معقولة- يخدعك، فهذا مجرد ملصق موضوع على زجاج الشاشة.

كانت اللعبة متاحة إما داخل كابينة أركيد واقفة تقليدية، أو داخل هيكل من الألياف الزجاجية بلمسة معدنية لامعة فاقعة تنتمي بكل وضوح إلى سبعينيات القرن الماضي.
ربما كان تصميمها وقتها يُجسّد مفهوم “المستقبل”، لكنه الآن يصرخ: “اقتربنا من سن التقاعد”.

حتى اسم اللعبة Night Driver كان بحد ذاته حيلة ذكية للتغلب على محدودية عتاد الأركيد حينها.
فطالما أن الشاشة بأكملها لا تستطيع عرض سوى اللون الأسود، لماذا لا يتم تحويل هذا العجز إلى ميزة؟ وليكن السباق في الليل.
وبينما يبدو تكرار المستطيلات البيضاء وسط العتمة محاولة متواضعة لتمثيل الرسوم، يجب تذكّر أن هذه اللعبة أقدم من Star Wars نفسها.
تكفيك نظرة واحدة على تسريحات الشعر في ذلك الوقت لفهم كل شيء.

بطريقتها الخاصة، كانت Night Driver ثورية بقدر Star Wars، إذ كانت من أوائل الألعاب التي روّجت لأسلوب العرض من منظور الشخص الأول.
وبالتالي، فإن ألعابًا مثل Call of Duty تدين لها بالكثير، تمامًا كما تفعل Gran Turismo.

لكن السرّ الذي لا يعرفه كثيرون هو أن Dave Shepperd من شركة Atari اعترف لاحقًا أن اللعبة استُلهمت مباشرة من صورة شاهدها للعبة أخرى -إما Night Racer أو Nürburgring 1- استخدمت نفس التقنية في محاكاة الحركة للأمام، وبذات المستطيلات البيضاء.

غير أن وجود Atari القوي في سوق الألعاب الناشئة حينها، منح Night Driver الاعتراف الأوسع، وجعلها الاسم الأكثر شهرة واحتفالًا به.
حتى في ألعاب الفيديو، يظل التاريخ يُكتَب دائمًا على يد المنتصرين.

Fatal Racing (1995)

في أوائل التسعينيات، كان اسم Gremlin Graphics مرادفًا لألعاب السباقات ثنائية الأبعاد من نوع الأركيد.
هذا الاستوديو الصغير القادم من شيفيلد قدّم مجموعة من الألعاب الناجحة مثل Lotus Turbo Challenge وSuper Cars وNigel Mansell’s World Championship Racing، وكان يوزع الضربات الناجحة كما يفعل الملاكم المحترف داخل الحلبة.

ورغم أن Gremlin لم تحقق نفس النجاح في الحقبة ثلاثية الأبعاد، فإن لعبتها Fatal Racing التي صدرت عام 1995 على الحاسوب امتلكت سحرًا لا يمكن إنكاره.
فرغم أن فكرتها تدور حول منافسة مميتة في المستقبل القريب، فإنها قدّمت سيارات سيدان مزينة بألوان فاقعة وتحكمًا محكمًا، ورعاة خياليين كثيرين، كل ذلك جعلها تبدو أشبه بلعبة TOCA Touring Cars ولكن بجرعة أعلى من العنف…
ما لم تكن خصومتك مع Jason Plato قد خرجت عن السيطرة بالفعل.

كانت المضامير مليئة بالفخاخ والمنحدرات، وكان من المحتمل أن ينتهي سباقك بسبب سقوطك من مقطع حلزوني أكثر من اصطدامك بمنافس.
ومن الإضافات الطريفة (وربما غير القانونية من الناحية الحقوقية) أن جميع السائقين الذين يتحكم بهم الذكاء الاصطناعي يحملون أسماء مستوحاة من الروبوتات والأنظمة الذكية في مسلسلات الخيال العلمي.

ورغم أن وصفهم بالذكاء سيكون مبالغة، فإنهم يتمتعون بسمة بشرية معروفة: الملل.
سائقي الذكاء الاصطناعي في Fatal Racing يفعلون ما كنا نفعله نحن منذ سنوات: يبدأون القيادة عكس السير لمجرد الاصطدام بالآخرين!
وإذا سئمت من مطاردة HAL لك، فقد قدّمت اللعبة أيضًا دعمًا يصل إلى 16 لاعبًا على الشبكة المحلية، وهو أمر نادر جدًا في ذلك الوقت.

اللعبة لم تحظَ بشعبية كبيرة عند صدورها، ولهذا أعيد تسويقها في أمريكا تحت اسم Whiplash.
وبالرغم من أن الاسم الجديد يبدو أكثر درامية، إلا أن الواقع يقول غير ذلك:
Whiplash أو “الارتداد الرقبي” هو إصابة خفيفة نسبيًا مقارنة بـFatal التي تعني الوفاة.
لذلك، في رأينا… كانت تلك التسمية تراجعًا، لا ترقية.

2410f12403.jpg

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق