وقال: "ليس الجميع يدرك تماماً حجم ما تحققه المملكة العربية السعودية حالياً. فهي تحوّل بلداً لم يكن يُعرف تقليدياً كوجهة سياحية إلى لاعب عالمي بارز، من خلال إنشاء وجهات بمعايير عالمية، واستضافة فعاليات رياضية كبرى، وإبراز كرم الضيافة السعودية الأصيل. إنها خطة مدروسة ومتكاملة بكل المقاييس".
وأشار إلى أن أحد العوامل الأساسية في مسيرة المملكة السياحية هو سدّ فجوة الكفاءات. ففي ظل النقص العالمي في المتخصصين المؤهلين في قطاع الضيافة، شدد دييز دي لاسترا على أهمية تأهيل كوادر بشرية مدرّبة تواكب حجم الاستثمارات الطموحة التي تنفذها المملكة في هذا القطاع.وقال: "هناك نقص حقيقي على مستوى العالم في الكفاءات المتخصصة بقطاع الضيافة. حتى الدول الرائدة مثل إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة تواجه صعوبات في إيجاد كوادر مؤهلة. وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن بناء البنية التحتية وحده لا يكفي، بل هي بحاجة إلى الكفاءات المناسبة التي تدير هذه المنشآت وتشغّلها بكفاءة".
وتُسهم "لي روش" بالفعل في دعم هذا التوجّه، حيث تُعرف الجامعة بتميّزها في تدريب الكوادر في مجال الضيافة الفاخرة، وتعمل بنشاط بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص في المملكة لتأهيل جيل جديد من القادة المحليين في هذا القطاع الحيوي.
أوضح دييز دي لاسترا أن "لي روش" تقوم حالياً بتدريب 50 من الكوادر السعودية من المهنيين وكبار المديرين على معايير الضيافة الفاخرة. كما أشار إلى أن المعهد في مراحل متقدمة من المحادثات لإطلاق مبادرات إضافية داخل المملكة، على أن يتم الكشف عن تفاصيلها قريباً.
وأكد أيضاً على أهمية دمج التكنولوجيا والاستدامة في عملية تطوير السياحة بالمملكة، قائلاً: "المملكة تستثمر بذكاء – ليس فقط في المنشآت، بل في الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية والابتكار. فالمنافسة مع أفضل الوجهات العالمية تتطلب أكثر من مجرد بنية تحتية. وفي قطاع الضيافة الفاخرة، تعزّز التكنولوجيا التجربة الإنسانية ولا تحل محلها".
وتتصدّر "لي روش" هذا التوجّه، من خلال شراكاتها مع 65 شركة تكنولوجية بهدف دفع عجلة الابتكار في قطاع الضيافة. وفي حرمها الجامعي بأوروبا، يعيش الطلاب تجارب تعليمية في بيئات مدمجة بالتكنولوجيا، تشمل غرف فنادق ذكية وتصاميم تركز على الرفاهية، باستخدام مواد مستدامة، وتقنيات العلاج بالعطور، والأسطح المضادة للبكتيريا.
كما أعادت المؤسسة توجيه تركيزها الأكاديمي لتتماشى مع أربع أولويات عالمية رئيسية، وهي: دمج التكنولوجيا، تقديم الخدمة الفاخرة، تعزيز الاستدامة، والجاهزية لإدارة الأزمات.
وفي ختام مشاركته في قمة مستقبل الضيافة، أشار دييز دي لاسترا إلى ثلاث رؤى رئيسية استخلصها من التجربة: وضوح وثبات رؤية المملكة السياحية، دقة التنفيذ والتخطيط، والإمكانات البشرية الهائلة التي تمتلكها المملكة.
وختم قائلاً: "ما لفتني في هذه القمة هو مدى التناسق والانسجام بين الرؤية الحكومية العليا وتنفيذ المشاريع على أرض الواقع. قبل بضع سنوات، لم أكن متأكداً من إمكانية تحقيق تلك الأهداف السياحية الطموحة، لكن اليوم أصبح الأمر واضحاً – المملكة تسير في الاتجاه الصحيح. وقد تم وضع الأسس اللازمة لتكون من بين أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم".
0 تعليق