والمملكة العربية السعودية قد آن أوانها لتُزيح الستار عن حقولها الشاسعة متعددة الأبعاد، واضعة نصب عينيها هدفًا واضحًا: تنويع الاقتصاد وتوسيع مصادر الدخل. ومع هذا التنوع، يظهر جليًا كيف يمكن لجودة الحياة أن تشرق في جانبيها؛ الاقتصادي والاجتماعي، عند دمج الإبداع مع التنمية. وهو ما يخلق طاقة ديناميكية متوهجة، تضيف للمجتمع قيمة فعالة، وتُطلق العنان لإمكانات الإنسان وقدراته التي لا تعرف حدًا.
فلا يمكن لأي اقتصاد أن ينهض دون مواطن فاعل ومساهم، ولا يمكن تحقيق تنويع اقتصادي حقيقي دون تنويع الإمكانات البشرية، وتنمية رأس المال البشري، بجانب دعم تنافسية القطاع الخاص. ومن هنا، تسير المملكة بخطى حثيثة نحو بناء مستقبل اقتصادي مستدام، يقوده الإنسان السعودي بعقله وإبداعه وابتكاراته.وقد تجاوزت المملكة مرحلة الاعتماد الكلي على النفط، لتصبح اليوم نموذجًا عالميًا في خوض سباق التنافسية، حيث تنسجم التنمية الاقتصادية مع التنمية الاجتماعية، وتتكامل الأهداف نحو بناء بيئة مزدهرة، مبتكرة، ومستدامة، كما نصت عليه رؤية السعودية 2030. تلك الرؤية التي تقود اليوم مشاريع تحولية ضخمة، أحدثت ولا تزال تحدث قفزات اقتصادية غير نفطية، تركز في جوهرها على الإنسان كمحور أساسي للتنمية.
ومن أبرز صور هذا التحول النهضة العقارية الكبرى التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة، حيث برزت مشاريع عقارية عملاقة تتوزع على مختلف مناطق المملكة، لتؤكد أن التخطيط العمراني الحديث أصبح أحد المحركات الاقتصادية الحيوية. وبات قطاع المقاولات والتطوير العقاري مواكبًا لأحدث المعايير العالمية، يحظى بتقييمات دولية، ويشكل عنصرًا محوريًا في تنفيذ المشاريع المستقبلية المتبقية ضمن الرؤية الوطنية.
كما تشهد المملكة نموًا اقتصاديًا وتقنيًا لافتًا في كافة المجالات؛ من التقنية والذكاء الاصطناعي، إلى الابتكار وريادة الأعمال، مرورًا بالقطاعات السياحية والتجارية والصناعية، في تكامل مذهل يعكس الطموح السعودي في الريادة والتميز. وقد كان العام 2025 عامًا فارقًا في هذا المسار، عامًا حيويًا بكل المقاييس، أسّس لما تبقى من مرحلة رؤية 2030، ووضع اللبنات الأخيرة لمسيرة إنجاز جعلت من المملكة العربية السعودية منبرًا عالميًا، واسمًا اقتصاديًا وسياسيًا يفرض حضوره بقوة في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
رجل الاعمال / علي بن حسين العبلان
0 تعليق