إنذار أممي كارثي.. 14 ألف طفل يواجهون الموت بغزة خلال 48 ساعة إذا لم تصلهم مساعدات - لايف نيوز

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

20 مايو 2025, 11:57 صباحاً

أطلقت منظمة الأمم المتحدة ناقوس الخطر، محذرة اليوم (الثلاثاء) من كارثة إنسانية وشيكة قد تودي بحياة 14 ألف طفل في قطاع غزة خلال الـ 48 ساعة القادمة، إذا لم تصل المساعدات الضرورية على الفور، وهذا التحذير المروع يأتي في سياق حصار إسرائيلي خانق، أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية ونقص حاد في الغذاء والدواء، مما ينذر بمجاعة واسعة النطاق، وقد دفع الضغط الدولي المتزايد، خصوصًا من الولايات المتحدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الإعلان عن تخفيف طفيف لهذا الحصار، في محاولة لتجنب أزمة تجويع شاملة تفاقم اجتياح إسرائيل لغزة وتضعها في مواجهة عقوبات محتملة من قوى غربية كبرى.

حجم المأساة

وفي تصريحات صادمة لبرنامج "توداي" على إذاعة بي بي سي راديو 4، كشف توم فليتشر رئيس الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، عن أن الكمية الضئيلة من المساعدات التي سمحت بها إسرائيل بالدخول إلى غزة لا تمثل سوى كمية ضئيلة للغاية من الاحتياجات الهائلة للسكان، وأوضح فليتشر أن خمس شاحنات فقط من المساعدات دخلت غزة يوم أمس، وهو رقم لا يفي بأدنى المتطلبات الملحة لسكان القطاع الذين يعانون نقصًا حادًا في كل شيء، وأكد أن هذه الشاحنات، التي تحمل أغذية ومغذيات للأطفال، بقيت عالقة على الجانب الآخر من الحدود ولم تتمكن من الوصول إلى المدنيين الذين هم بأمس الحاجة إليها، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

ولم يتردد فليتشر في التحذير من أن 14 ألف طفل قد يلقون حتفهم في غضون 48 ساعة فقط إذا لم تصل المساعدات إليهم في الوقت المناسب، وقال بلهجة حاسمة : "أريد إنقاذ أكبر عدد ممكن من هؤلاء الـ 14 ألف طفل في الـ 48 ساعة القادمة"، وعند سؤاله عن كيفية توصل الأمم المتحدة إلى هذا الرقم المفزع، أكد أن فرق الأمم المتحدة الميدانية، على الرغم من تعرض الكثير من أفرادها للقتل، لا تزال تعمل بجد في المراكز الطبية والمدارس لتقييم الاحتياجات الإنسانية الملحة.

ضغط دولي

وتندرج التحذيرات الأممية في إطار تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل، فقد أعلن نتنياهو عن تخفيف طفيف للحصار بعد مخاوف جدية من قِبل حلفاء رئيسيين، على رأسهم أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيون، الذين عبّروا عن قلقهم البالغ من صور الجوع الجماعي، التي تخرج من غزة، ملوحين باحتمال سحب الدعم إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، وفي هذا السياق، تبرز تهديدات المملكة المتحدة وفرنسا وكندا بفرض عقوبات على إسرائيل في حال لم يتم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.

وفرضت إسرائيل حصارها الشامل على غزة في أوائل مارس، قاطعة جميع الإمدادات بما في ذلك الغذاء والدواء والمأوى والوقود، وقد أدان المجتمع الدولي هذا الإجراء على نطاق واسع باعتباره عقابًا جماعيًا للسكان المدنيين في القطاع، وعلى الرغم من أن إسرائيل زعمت أن الهدف من الحصار هو الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، إلا أن تداعياته الإنسانية كانت كارثية، فنتيجة لهذا الحصار، أغلقت معظم المطابخ المجتمعية أبوابها، وأصبحت الخضراوات واللحوم إما غير متاحة وإما باهظة الثمن. وأفادت منظمة الصحة العالمية أمس بأن مليوني شخص يتضورون جوعًا في قطاع غزة، بينما تتكدس أطنان من المساعدات الغذائية عند الحدود، دون أن تجد طريقها إلى من هم بأمس الحاجة إليها.

احتياجات السكان

وبعد أن سمحت إسرائيل بدخول خمس شاحنات فقط من المساعدات أمس، أكدت الأمم المتحدة اليوم أنها حصلت على إذن لإرسال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى غزة، وعلى الرغم من أن هذا العدد يمثل زيادة عن الأيام السابقة، إلا أنه لا يزال بعيدًا عن المتوسط اليومي الذي كان يدخل القطاع قبل الحرب، والذي بلغ 500 شاحنة.

ويُطرح السؤال بإلحاح : هل ستكون هذه الزيادة الطفيفة في أعداد الشاحنات كافية لتجنب كارثة موت 14 ألف طفل في الأيام القادمة، وهل سيكفي الضغط الدولي المستمر لدفع إسرائيل لرفع هذا الحصار الظالم والسماح بتدفق المساعدات بشكل يلبي احتياجات السكان المدنيين اليائسين؟

أخبار ذات صلة

0 تعليق