02 يونيو 2025, 3:49 مساءً
أكد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم محمد البديوي، أن مسيرة مجلس التعاون أصبحت نموذجًا متفردًا للعمل الجماعي، وصوتًا رشيدًا يُستأنس برأيه في قضايا الإقليم والعالم. وأوضح أنها باتت وجهة موثوقة للتعاون الإقليمي والدولي ومنصة جامعة للحوار، وهو ما تجلّى بوضوح خلال الفترة الماضية، من خلال القمة الخليجية الأوروبية، ثم القمة الخليجية الأمريكية، وتلتها القمة الخليجية مع رابطة الآسيان، إضافةً إلى القمة الثلاثية التي جمعت مجلس التعاون والآسيان والصين، مشيرًا إلى قمة مرتقبة مع دول آسيا الوسطى في مدينة سمرقند، بما يجسد المكانة العالمية المتنامية للمجلس.
جاء ذلك خلال انعقاد الاجتماع الوزاري الـ164 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، في دولة الكويت اليوم، برئاسة معالي وزير خارجية دولة الكويت (دولة الرئاسة الحالية) عبدالله علي اليحيا، وبمشاركة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية مجلس التعاون.
وأشار معاليه إلى أن هناك فعاليات استثمارية خليجية مرتقبة تجسد حرص دول مجلس التعاون على تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع عدد من الدول. وأوضح أن منتدى الاستثمار الخليجي مع آسيا الوسطى سيُنظم في قيرغيزستان نهاية شهر يونيو الجاري، علاوةً على منتدى الاستثمار الخليجي – المغربي في الدار البيضاء، ومنتدى الاستثمار الخليجي – المصري في القاهرة خلال شهر نوفمبر من العام الحالي، بمشاركة واسعة من الوزراء وكبار المسؤولين وقادة الأعمال من الجانبين. وتعد هذه المنتديات منصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، وتسهم في فتح آفاق جديدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص بين الجانبين.
وتطرق معاليه إلى ما توصل إليه أعضاء لجنة التعاون المالي والاقتصادي في اجتماعهم الذي اختتم أعماله أمس في مدينة الكويت، بشأن عددٍ من الموضوعات التي تخص السياسات المالية والاقتصادية، والتي سيكون لها أثر كبير على اقتصادات دول المجلس وتحقيق التنوع الاقتصادي. كما دُشنت الحملة الإعلامية للسوق الخليجية المشتركة بعنوان "كل الخليج وطن".
وأكد معاليه أن القضية الفلسطينية تظل في صدارة اهتمام مجلس التعاون، مجددًا الموقف الخليجي الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وثمّن عاليًا المبادرة السعودية بتشكيل "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، معتبرًا إياها خطوة نوعية لتفعيل الإجماع الدولي والعمل على تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التاريخية نحو إنهاء الاحتلال ووضع حد للمعاناة الإنسانية، مرحبًا بعقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول تنفيذ حل الدولتين، المزمع انعقاده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو 2025، برعاية مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، معربًا عن أمله في أن يسهم هذا المؤتمر في إحياء الزخم الدولي نحو تحقيق السلام العادل والدائم الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويرسخ مبدأ التعايش السلمي بين الدولتين.
وأشاد معاليه بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها دولة قطر، والتي حظيت بتقدير دولي واسع، في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن قطر أدت دورًا محوريًا في الوساطة بين الأطراف المعنية، وأسهمت بشكل فعّال في تخفيف حدة التوترات وتعزيز فرص السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد معاليه أن دبلوماسية دول مجلس التعاون برهنت على قدرتها المميزة في نزع فتيل الأزمات وتعزيز الأمن الجماعي من خلال وساطات حميدة، استثمرت فيها دول المجلس مصداقيتها وعلاقاتها المتوازنة مع الأطراف الدولية. وأسهمت هذه الجهود في تقريب وجهات النظر في ملفات إقليمية ودولية معقدة، موضحًا أن هذه النجاحات الدبلوماسية ما كانت لتتحقق لولا روح الوحدة والعمل الجماعي التي تتسم بها دول المجلس، والنهج المسؤول الذي يضع السلام والاستقرار فوق كل اعتبار.
0 تعليق