كما هو الحال مع أي تجربة سينمائية تصدر هيديو كوجيما وفريقه Kojima Productions، فإن Death Stranding تحمل قصة تحتاج إلى وقت للتفكير والتأمل، ثم إدراك أنها رغم بعض الثغرات، تظل تجربة رائعة.

القصة هنا مليئة بالتحولات والمفاجآت التي تُغلف عالم ما بعد “جنوح الموت” بالغموض، وتُشرح لاحقًا من خلال رسائل البريد الإلكتروني والمقابلات داخل اللعبة، إلا أن أفضل طريقة لفهمها تبقى من خلال تسلسل الأحداث كما تقدمها اللعبة نفسها، وبما أنه يفصلنا أقل من أسبوع على إطلاق الجزء الثاني، دعونا نتعرف على القصة بالتفصيل للتفاعل مع أحداث اللعبة الجديدة بتلقائية وفهم كل ما يحدث وما سيحدث.

المقدمة: الناقل (Porter)

تبدأ مقدمة لعبة Death Stranding بمشهد يُعّفنا بتأثيرات الأمطار الزمنية، وهو مطر غريب يسرّع مرور الزمن على كل ما يلمسه، فيتسبب بتلف الأشياء وشيخوخة الكائنات الحية بسرعة كبيرة. يظهر سام بورتر بريدجز وهو يقود دراجة نارية معدلة تُعرف باسم Reverse Tricycle، وهي وسيلة تنقل مخصصة للحامِلين أو الناقلين، قبل أن يتعرض لحادث بعدما ظهرت امرأة غامضة فجأة في طريقه.

بعد الحادث، يضطر سام للاحتماء داخل كهف صغير إلى أن يتوقف المطر، ويتجنب كذلك الأخطار الأخرى التي قد تصاحب الطقس، مثل الكائنات الشبحية BTs. أثناء وجوده في الكهف، يواجه سام أحد هذه الكائنات، ثم يلتقي بالمرأة الغامضة، وتدور بينهما محادثة قصيرة ومتوترة حول هويتهما وما يجب فعله لاحقًا. اللافت أن المرأة تناديه مرارًا باسمه الكامل: سام بورتر بريدجز، ثم تغادر بينما يغفو سام إلى أن ينتهي المطر.

بعد استيقاظه، يُكمل سام عملية التسليم، إلى أن يتم التقاطه من قِبل فريق خاص للتخلص من الجثث، حيث يُطلب منه مساعدتهم على عبور منطقة مليئة بالـBTs، كونه يمتلك قدرة نادرة تُعرف باسم DOOMS، تجعله يشعر بهذه الكائنات ويتفاعل معها بشكل خاص، مما يجعله عنصرًا ثمينًا في مثل هذه المهام.

أثناء عبورهم منطقة مليئة بالـBTs، يتعرض الفريق لهجوم من هذه الكائنات الشبحية، ويُقتل العضوان الآخران اللذان اصطحبا سام في الهجوم. يتمكن سام من النجاة لفترة كافية لينقذ وحدة الـBB (الطفل الجسري) التي كان يحملها أحد أعضاء فريق التخلص من الجثث، ويشهد لحظة وقوع Voidout، وهو انفجار كارثي يحدث عندما يستهلك الـBT كائنًا بشريًا، ما يؤدي إلى تفاعل هائل يُمحى فيه كل ما في المنطقة من حياة وبنية.

يؤدي هذا الانفجار إلى تدمير المنطقة بالكامل، بما في ذلك مدينة Central Knot القريبة، مما يترك آثارًا ضخمة في المشهد ويُظهِر مدى خطورة التفاعل بين الأحياء والـBTs في عالم ما بعد Death Stranding أو جنوح الموت.

الفصل الأول: بريدجيت

بعد نجاته من الانفجار المعروف باسم Voidout، والذي سببه التهام أحد الـBTs لكائن حي، يستيقظ سام ليجد نفسه داخل منشأة تابعة لمنظمة Bridges، حيث يلتقي بالعميل Deadman. يخبره Deadman بحجم الدمار الهائل الذي تسبب فيه الانفجار، ثم يكلّفه بمهمة إيصال إمدادات طبية إلى بريدجيت ستراند، رئيسة أمريكا، والتي توجد في منشأة قريبة داخل مدينة Capitol Knot. ورغم تردده، يوافق سام على المهمة، ويتوجه لزيارة المرأة التي وُصفت بأنها “مثل الأم” له.

عندما يصل سام، تطلب بريدجيت منه طلبًا كبيرًا: أن يساعد في إعادة بناء أمريكا من جديد، وبعد أن تنطق بهذا الطلب، تموت بريدجيت في لحظة درامية مؤثرة. مرة أخرى، يوافق سام على المهمة بشكل غير مباشر، ويُظهر ذلك من خلال جهاز Cuff-Link المثبت على معصمه.

المهمة التالية لسام هي نقل جثة بريدجيت إلى المحرقة من أجل حرقها، وهي مهمة يُنجزها بمساعدة الـBB الذي أنقذه سابقًا، إضافة إلى حظ جيد، حيث يبدو أن كائنات الـBTs تتردد في لمس دمه، مما يسمح له بإتمام المهمة دون أن يتم الإمساك به.

الفصل الثاني: أميلي

بعد حرق جثة بريدجيت، يعود سام إلى Capitol Knot، حيث يُكلف بالمهمة الحقيقية: إعادة ربط أمريكا. تظهر أميلي ستراند، ابنة بريدجيت، عبر صورة هولوجرامية وتتحدث مع سام، وDeadman، وشخصية جديدة تُدعى Die-Hardman. تخبرهم أميلي بأنها أُسرت في مدينة Edge Knot، وهي آخر مدينة تقع على الساحل الغربي لما تبقى من الولايات المتحدة، وتطلب من سام أن يعبر القارة لإنقاذها، موصلًا بين المدن الأخرى خلال رحلته عبر Chiral Network.

يقبل سام المهمة، قائلاً إنه سيفعلها من أجل أميلي، وينطلق مزودًا بجهاز خاص يُعرف باسم Q-Pid، وهو أداة تُستخدم لربط محطات Preppers ومدن Knot التي أنشأتها أميلي خلال رحلتها نحو الغرب. ينطلق سام من Capitol Knot، المدينة التي بُنيت على أنقاض واشنطن العاصمة، ويتوجه غربًا، موصلًا بين المراكز اللوجستية والمدن على طول الطريق، حتى يصل إلى Port Knot City.

في مدينة Port Knot، يتعرض سام لهجوم من رجل يُدعى Higgs، والذي يستدعي BT عملاقًا لقتل سام. لكن المحاولة تفشل، إذ أصبح سام مجهزًا الآن بقنابل مصنوعة من دمه، وهي فعالة في قتل كائنات الـBTs. بعد هذه المواجهة، يلتقي سام مجددًا بالمرأة الغامضة، والتي تُعرف عن نفسها أخيرًا باسم فراجيل. بعدها، يركب الاثنان قاربًا لعبور بحيرة الحفرة العظمى متجهين نحو Lake Knot.