وصف السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت المصريين والكويتيين بأنهم «أهل بيت واحد»، مؤكداً أن ما يربط مصر والكويت ليس فقط علاقات رسمية، بل روابط شعبية متينة مبنية على المحبة والتقدير المتبادل، وهو ما يجعل هذه العلاقة نموذجا يحتذى في التعاون العربي المشترك، ولفت إلى أنه «في ظل القيادة الحكيمة بالبلدين، فإننا على ثقة بأن العلاقات المصرية - الكويتية ماضية في طريقها نحو مزيد من التنسيق والتكامل، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة بأسرها».
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها شلتوت بمناسبة الذكرى الـ 73 لثورة 23 يوليو 1952، بحضور وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان، عبداللطيف المشاري، وعدد من المسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية لدى البلاد.
وأعرب شلتوت، الذي يستعد لإنهاء مهامه الدبلوماسية بعد أربعة أعوام قضاها في الكويت، عن شكره وتقديره للحكومة الكويتية والشعب الكويتي على ما لقيه من حسن استقبال وكرم ضيافة طوال فترة عمله، مؤكدا حرص مصر على تعزيز أواصر التعاون بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، مضيفا: «كنت أعتبر مهمتي في الكويت سهلة وصعبة في آن، فالعلاقات المتميزة بين القيادتين والشعبين تضع أمام أي سفير تحديا لإضافة بصمة جديدة، والحمد لله نجحنا في تعزيز التعاون، ومن سيخلفني سيكمل هذه المسيرة».
وأردف: «كانت فترة عملي بالكويت من أهم مراحل حياتي الدبلوماسية، وستبقى الكويت حاضرة دائما في قلبي وسأزورها مستقبلا»، وتحدث عن التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين، موضحا أن حجم التبادل التجاري يصل إلى 3 مليارات دولار سنويا، كما تبلغ الاستثمارات الكويتية في مصر نحو 20 مليار دولار، مما يجعلها من بين أكبر الاستثمارات الأجنبية والعربية في البلاد.
وعن المناسبة، قال شلتوت: «في 23 يوليو 1952، انطلقت شرارة واحدة من أعظم الثورات في تاريخ مصر الحديث، بقيادة ضباط أحرار آمنوا بوطنهم وبحق شعبهم في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فلم تكن الثورة مجرد تغيير في نظام الحكم، بل كانت بداية لعهد جديد حمل آمال الملايين من المصريين في التحرر من الاستعمار، وبناء جيش وطني قوي، وأرست مبادئ لا تزال حية في وجدان كل مصري حر، وأسست لمرحلة من الاستقلال الوطني والسيادة والنهضة الشاملة، وكان لها أثرها الكبير على مكانة مصر الإقليمية والدولية، إذ تحولت إلى ركيزة أساسية في دعم حركات التحرر الوطني في إفريقيا والعالم العربي، وأسست لمبدأ عدم الانحياز، ومثلت صوت الشعوب الساعية إلى الاستقلال والكرامة».
0 تعليق