في أول إطلالة إعلامية له بعد تسلّمه مهامه رسمياً، كشف سفير أرمينيا الجديد لدى البلاد د. أرسين أراكيليان، في حوار مع «الجريدة»، عن ملامح المرحلة المقبلة في العلاقات الأرمنية - الكويتية، سياسياً واقتصادياً وثقافياً. واستعرض السفير أراكيليان آفاق التعاون الثنائي، وتطرّق إلى الجهود التي تبذلها بلاده لترسيخ السلام في منطقة القوقاز، مؤكداً تقدير يريفان للدور الكويتي البنّاء والمبدئي في دعم الاستقرار الإقليمي. كما أعلن قرارات جديدة من شأنها أن تعزز الروابط الشعبية، أبرزها إعفاء المقيمين بالكويت وفي دول الخليج من تأشيرة الدخول إلى أرمينيا اعتباراً من 1 يوليو المقبل، إضافة إلى إطلاق رحلات طيران مباشرة قريباً، مما يسهل حركة السياح والمستثمرين. وكشف السفير عن جهود بلاده في دعم قطاع السياحة، والانفتاح على التعاون الأكاديمي والتجاري، وتوفير خيارات متنوعة للزوار العرب والمسلمين، مؤكدا أن أرمينيا تسعى إلى أن تكون وجهة صديقة ومفضلة لكل من يزورها... وفيما يلي نص الحوار:
•كيف تصفون العلاقات السياسية بين الكويت وأرمينيا؟
- احتفلنا العام الماضي بمرور 31 عاما على العلاقات الدبلوماسية، لكن الروابط بين شعبي البلدين تعود إلى قرون مضت يمكن أن نتحدث عنها مطولا. أما بالنسبة للعلاقات الحديثة، فمن المهم الإشارة الى أن الكويت كانت من أول الدول التي رحبت بتكميل أعمال على اتفاقية السلام بين أرمينيا وأذربيجان، وهو ما نثمنه عالياً. ولدينا برامج مشتركة لعقد عدد من المباحثات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية قبل نهاية هذا العام وما بعده.
• هل هناك جهود لتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية؟
- بالتأكيد، نطمح إلى تعزيز التعاون في التجارة والمواصلات والتكنولوجيا، والتعليم وحتى في الذكاء الاصطناعي. أرمينيا تعد من الدول الرائدة بالمنطقة في تكنولوجيا المعلومات والتعليم الرقمي، ونرغب في مشاركة هذه الخبرات مع الدول الصديقة وبينها الكويت.
• هل هناك تعاون في الأمن الغذائي؟
- نعم، الزراعة في أرمينيا لا تستخدم المواد الكيميائية، ونصدر حاليا اللحوم والخضار ومياه الشرب إلى الكويت برا وبحرا. وندرس مع الجانب الكويتي سبل النقل، المواد الغذائية المتنوعة تنتج في أرمينيا، لتصل البضائع إلى الكويت خلال فترة قصيرة، كما نبحث توسيع التعاون التجاري مع الكويت وسائر دول الخليج.
• ماذا عن التعاون الأكاديمي؟
- لدينا اتفاقية وبرامج تبادل بين جامعتي الكويت ويريفان، حيث يزور طلاب أرمن الكويت سنويا لتعلّم اللغة العربية، كما تقدّم الكويت 3 منح جامعية سنوية للطلاب الأرمن. من جانبنا، نقدّم منحًا للطلاب الكويتيين للدراسة في أرمينيا باللغة الإنكليزية.
• هل هناك خطط للتبادل الثقافي؟
- نعم، زارت الفرقة السيمفونية الأرمينية الكويت منذ 15 عاماً، ونخطط لإحضار فرق موسيقية وباليه. لدينا برامج سياحية ثقافية تستهدف الكويتيين محبّي الفن والمسرح، ونجاح هذه البرامج يعتمد على استمرار الرحلات المباشرة.
• كيف تصف لنا واقع السياحة في أرمينيا اليوم؟ وما أبرز المقومات السياحية التي يتميز بها بلدكم؟
- أرمينيا بلد صغير بحجمه، لكنه غنيّ بتراثه التاريخي والثقافي والعلمي والفلسفي، وكذلك بمطبخه الشهير، ومن الصعب اختصار قائمة المعالم التي يجب زيارتها في أسبوع أو أسبوعين فقط، لأن كل زائر يكتشف في كل مرة أماكن جديدة لم يرها من قبل، ويعود مجددا.
• ما أبرز الوجهات التي تنصح بها السائح الكويتي والخليجي؟
- أنصح بزيارة العاصمة يريفان، وهي مدينة نابضة بالحياة ومليئة بالمهرجانات والفعاليات الثقافية طول السنة، ورغم أن هناك عددا كبيرا من المتاحف والمعارض المتنوعة، فإن متحف ماتيناداران يضم مخطوطات قديمة نادرة، بعضها باللغة العربية من القرون المتوسطة، وحتى من القرن الأول الهجري.
الكويت وطني الثاني... وأتطلع إلى مرحلة أكثر تقارباً
هناك أيضاً مدينة غيومري، ثاني أكبر مدينة، التي تتميّز بتراثها المعماري التقليدي ومأكولاتها الأرمنية. ولا يمكن تجاهل بحيرة سيفان، وهي من أجمل مناطق أرمينيا الطبيعية، وتصلح للسباحة صيفا. أما «كارني» و«كيغارد»، فهما مَعلمان دينيان أثريان يقعان في منطقة طبيعية فريدة، وبقربها منظر لا مثيل له يسمى «سيمفونية الحجارة».
• هل هناك تسهيلات خاصة للسياح القادمين من الكويت ودول الخليج؟
- نعم. أرمينيا تعفي حاليا مواطني الكويت، الإمارات، وقطر من تأشيرة الدخول، وأخيرا أضفنا البحرين، السعودية، وعُمان، والأهم أنه ابتداءً من أول يوليو المقبل، سيتم إعفاء جميع المقيمين في الكويت والخليج من التأشيرة، بشرط وجود إقامة صالحة، ويمكنهم البقاء في أرمينيا لمدة تصل إلى 180 يوما. كما ستُطلق شركة طيران الجزيرة الكويتية رحلات مباشرة إلى يريفان ابتداءً من 24 الجاري، 3 مرات أسبوعيًا.
• ماذا عن توفر الأطعمة الحلال للمسلمين؟
- نأخذ هذا الموضوع بجدية كبيرة. وبالتعاون مع المطاعم والفنادق، تعمل لجنة السياحة لأرمينيا على توفير خيارات حلال، وتشهد العاصمة يريفان تزايدا ملحوظا في عدد المطاعم التي تقدّم هذا النوع من الأطعمة.
• هل يمكن أن تشاركنا تفاصيل من مسيرتك الدبلوماسية؟
- درست اللغة العربية بجامعة يريفان، ثم في جامعة دمشق، وناقشت أطروحتي في جورجيا. بدأت حياتي الدبلوماسية في لبنان، ثم عملت في اليابان، والنمسا، والقدس، وموسكو، والآن، يشرّفني تمثيل بلادي سفيرا في الكويت، التي أشعر فيها أنني في وطني الثاني، وأتطلّع إلى مرحلة أكثر تقارباً.
0 تعليق