في خطوة جريئة طال انتظارها، وتعكس إدراكاً رسمياً لضرورة إحداث تغيير جذري يواكب متطلبات العصر، وتشكل فرصة تاريخية لإصلاح التعليم، وجّه وزير التربية سيد جلال الطبطبائي إلى البدء فوراً في تأليف مناهج جديدة لكل المواد الدراسية من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف التاسع.
ورغم أن تطبيق المناهج الجديدة مقرر له فعلياً العام الدراسي المقبل، حسبما أعلن الوزير، فإن القرار بحد ذاته يحسب للحكومة ويصب في توجه إصلاح التعليم من جذوره، شريطة أن يُستكمل برؤية واضحة، وتخطيط دقيق، وشراكة مجتمعية حقيقية تضمن النجاح والاستدامة.
وأكد الطبطبائي، خلال اجتماعه مع الموجهين العامين للمواد الدراسية، أن عملية التأليف يجب أن تستند إلى معايير علمية وتربوية واضحة، مع التركيز على الترابط الموضوعي والتكامل بين المواد، لا سيما الاجتماعيات، والتربية الإسلامية، واللغة العربية، لترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز الهوية الثقافية الكويتية في نفوس الطلبة.
وزير التربية:
• مقررات جديدة من رياض الأطفال حتى الصف التاسع بمعايير علمية وتربوية
• تهدف إلى تعزيز القيم والهوية الوطنية بمواد الاجتماعيات والإسلامية واللغة العربية
• فرق عمل المؤلفين كوادر وطنية تتمتع بالكفاءة والخبرة من أبناء الميدان التربوي
وشدد على أهمية امتداد هذا التكامل إلى المواد الفنية والمهارية، مثل التربية الفنية، والموسيقية، والبدنية، من خلال أنشطة تطبيقية تعكس المفاهيم الأدبية والوطنية بصورة إبداعية وتفاعلية تساهم في تكوين شخصية متكاملة ومتزنة لدى المتعلمين.
وأوضح الطبطبائي أن فرق العمل المختصة بالتأليف ستتكوّن من كوادر وطنية من الميدان التربوي، تشمل موجهين، ومديري مدارس، ورؤساء أقسام، ومعلمين ذوي كفاءة وخبرة، بما يضمن إشراك جميع الفئات التعليمية في هذه المهمة الوطنية، مشدداً على أن المشاركة في هذه الفرق واجب وطني ومسؤولية تربوية مشتركة، تعكس التزام المجتمع التربوي ببناء جيل واعٍ ومؤهل علمياً وفكرياً.
ولفت إلى أهمية التنسيق المتكامل بين الإدارات المعنية بالمناهج، ووضع آليات متابعة واضحة، وخطة زمنية دقيقة لإنجاز عملية التأليف، بما يضمن جودة المحتوى وتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة، على أن يتم عرض النسخ الأولية على مختصين من جهات خارجية لاعتمادها، تمهيداً لتنفيذها على مراحل مدروسة استعداداً لتطبيقها في العام الدراسي المقبل.
وأكد أن إعادة تأليف وإصلاح المناهج خطوة مهمة نحو الارتقاء بمخرجات النظام التعليمي، مشدداً على أن «التربية» ملتزمة بتنفيذ رؤية شاملة تستند إلى توجيهات القيادة السياسية ومبادئ الدولة، بما يعزز مكانة التعليم ويحقق تطلعات الكويت إلى إعداد جيل قيادي، مبدع، منتمٍ لوطنه، واعٍ بحقوقه وواجباته، وقادر على ممارسة المواطنة الفعالة التي تمكنه من النهوض بمستقبل بلده.
0 تعليق